تفاصيل الخبر

تراجع  حدة اعمال العنف في فرنسا بعدما إشتعلت إثر مقتل فتى من اصل جزائري على يد شرطي

05/07/2023
تراجع  حدة اعمال العنف في فرنسا بعدما إشتعلت إثر مقتل فتى من اصل جزائري على يد شرطي

جانب من اعمال العنف في باربس

 

 خفت حدة الاضطرابات واعمال العنف الدامية التي شهدتها فرنسا  على مدار الأسبوع الماضي  بعدما اشتعلت إثر مقتل الشاب من اصل  جزائري نائل المرزوقي على يد شرطي ،  حيث أوضح الرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون "في اجتماع مع رؤساء بلديات في قصر الإليزيه،  يوم الثلاثاء الماضي ، إن ذروة الاضطرابات في البلاد قد ولت، وقال: علينا توخي الحذر بشأن الأيام والأسابيع المقبلة، لكن كما ترون، فقد مرت ذروة الاضطرابات، مشدداً على ان الأولوية المطلقة الآن يجب أن تكون لضمان النظام على المدى الطويل .

وأشاد" ماكرون "بجهود قوات الأمن، وغرد عبر تويتر: "رجال الشرطة والدرك والإطفاء، شكرا جزيلا على تعبئتكم الاستثنائية خلال الليالي الأخيرة"، وقال: "أدرك كم كان الأمر صعبا على عائلاتكم. أعبر عن دعمي لكم."

وجاءت الاضطرابات عقب موجة من الغضب جراء مقتل  المرزوقي (17 عاما) برصاص الشرطة خلال تفتيش مروري قبل أسبوع في الضاحية الباريسية نانتير ، وذلك إثر اصابته برصاصة في الصدر أطلقها شرطي عن مسافة قريبة عندما كان عنصران يحاولان وقف سيارته بعدما رفض الامتثال على ما تفيد السلطات وهو ذاهب لتوصيل البيتزا الى احد الزبائن ما تسبب بأعمال شغب فيالعاصمة  باريس  و عدة  مدن فرنسية   لاسيما مارسيليا التي شهدت حرائق عديدة ، وعمد المحتجون الى استهداف مؤسسات الدولة واحراق بعض المباني الحكومية  ومراكز الشرطة وسيارات الامن .

وألقي القبض على أكثر من 3400 شخص خلال الأسبوع الماضي، في حين أصيب 684 من عناصر الشرطة ورجال الإطفاء بجروح في أعمال الشغب، وفقا للأرقام الحكومية.وتم نشر نحو 45 ألف شرطي مرة أخرى في جميع أنحاء البلاد في المساء للحفاظ على الهدوء، بينما وصلت قيمة الاضرار الى اكثر من مليار دولار، بينما   قال وزير الاقتصاد "برونو لومير" إن  أكثر من 1000 متجر تعرض للنهب أو الهجمات أو الحرق،   وان المتظاهرين أضرموا النيران في 871 موقعاً عاماً، و577 سيارة، وألحقوا أضراراً بـ74 مبنى خلال ليلة مقتل المرزوقي الثلاثاء ما قبل الماضي.

ويذكر ان المرزوقي، هو شابٌ من أصل جزائري، من مواليد منطقة نانتير عام 2006 (17 عاماً). كان نايل يعملُ سائقًا لتوصيل طلبات البيتزا، ويمارس رياضة الرغبي، وهو الطفل الوحيد لوالدته، مونيا، وكان محبوبًا في الحي الذي يقطنه مع والدته، وقال مدربه في رياضة الرغبي أنه لم يُتاجر بالمخدرات أو يسرق، مثلما يفعل أقرانه من ضاحيته، وهو وحيدُ والدته المنفصلة عن زوجها منذ صغره.

 الشاب القتيل نائل المرزوقي

اما الشرطي الفرنسي  القاتل فيدعى "فلوريان . م"  (38 عامًا)، يعمل ضمن خدمات مديرية النظام العام والمرور الفرنسية دوبك، وهو راكب دراجة نارية، وخدم مسبقًا في فوج المشاة 35 في بلفور، كما أنه حاصلٌ على عدة أوسمة خلال مسيرته المهنيّة، إلى أن تورَّط بقتل المرزوقي ،وقد  اعترفَ الشرطي أنه وقف أمام سيارة مرسيدس صفراء كان يقودها نايل لمنعها من التقدم، وأن الشاب حاول الفرار مندفعًا نحوه، لذلك جاء قرار إطلاقه النار دفاعًا عن النفس، غير أن تصريحاته كانت متعارضة مع الصور والمقاطع المرئية التي نُشرت على وسائل التواصل الاجتماعي.

وبحسبِ صحيفة" لوموند"، فإن  الفيديو ذي الاثنين وخمسين ثانية، والذي انتشر على نطاق واسع على الشبكات الاجتماعية، قد اظهر أن ضابطَي الشرطة كانا واقفين بجانب سائق المرسيدس، ثمّ صرخ أحد الضباط بالفرنسية قائلًا: "Tu vas te prendre une balle dans la tête" أي" سوف تُصاب برصاصةٍ في الرأس"  مصوبًا بندقيته نحو السائق من مسافة قريبة. بالكاد بدأت السيارة في الانطلاق وهي تتحرك بوتيرة بطيئة حتى أطلق الشرطي النار، من مسافة قريبة جدًا وهو ما تسبَّب في وفاة الشاب فورًا.

وفتحت النيابة العامة في نانتير تحقيقين: الأول يخصُّ  رفض الامتثال  و محاولة القتل العمد لشخصٍ يمثل السلطة العامة. أما التحقيق الثاني فيخصُّ  القتل العمد من قِبل شخصٍ يمثل السلطة العامة ، والذي كُلِّفَت المفتشية العامة للشرطة الوطنية بالتحقيقِ فيه. واحتُجزَ بدايةً الشرطي الذي أطلقَ النار صوبَ نايل للتحقيق، ثم مُدد احتجازه حتى 28 حزيران(يونيو) الماي 2023، فيما وصف محامي عائلة نايل الحدث بأنه  إعدام .

 والمؤسف ان الحادث تزامن مع حملة عنصرية ضد الأجانب في فرنسا لاسيما من اصل عربي  حتى ان حملة التبرع لعائلة  ا لمغدور نائل المرزوقي جمعت 76 الف يورو فقط ، لكن وصلت الدعوة للتبرع للشرطي الذي قتل  نائل  إلى أكثر من 500 ألف يورو بعدما اطلقها  مؤيد للسياسي الفرنسي اليميني المتطرف" إريك زمور".

 الرئيس الفرنسي" ايمانويل ماكرون"