تفاصيل الخبر

الأميـــر ســـلمان بـن عبـد العزيــز يختتم في الصين رحلته الآسيوية

16/03/2014
 الأميـــر ســـلمان بـن عبـد العزيــز  يختتم في الصين رحلته الآسيوية

الأميـــر ســـلمان بـن عبـد العزيــز يختتم في الصين رحلته الآسيوية

Alarab[83]بعد باكستان واليابان والهند وجزر المالديف حط ولي العهد السعودي ونائب رئيس الوزراء وزير الدفاع الأمير سلمان رحاله في الصين بدءاً من يوم الأربعاء أمس الأول. وتعتبر السعودية من أهم شركاء الصين في التعاون الاقتصادي والتجاري. ومن بكين استوردت السعودية في الثمانينات الصواريخ المسماة <دودة الحرير>، وفي العام 2013 استوردت الصين 53,9 مليون طن من النفط الخام السعودي، مما يمثل خمس اجمالي واردات الصين من النفط. كما شهد التبادل التجاري بين البلدين خلال السنوات العشر الأخيرة نمواً قياسياً تجاوز أكثر من 73 مليار دولار عام 2013، وهذا التطور الملحوظ في العلاقات بين البلدين تعززه الزيارات المتبادلة بين كبار المسؤولين في الرياض وبكين. وقد زار خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بكين حين كان ولياً للعهد عام 1998، كما زار الرياض بالمقابل الرئيس الصيني <جيانغ زيمين> عام 1999، كما كانت الصين أبرز محطة في جولة خادم الحرمين الشريفين في الشرق الأقصى عام 2006، وفي العام 2008 زار <شي جينينغ> الرياض حين كان نائباً للرئيس الصيني، وقام الرئيس الصيني <هو جينتاو> بالزيارة الثانية للمملكة عام 2009. وترقى العلاقات السعودية الصينية الى أكثر من سبعة عقود خلت.. وفي القرن التاسع عشر أطلق الجغرافي الألماني <فرديناند فون ريتشهوفتن> اسم <طريق الحرير> على الطرق البرية والبحرية التي كانت القوافل والسفن تسلكها مروراً بجنوب الصين وعبر الروابط البحرية والبرية مع مدينة انطاكيا التركية وجغرافيات أخرى، وهو الطريق الذي كان صاحب الفضل في ازدهار عدد كبير من الحضارات القديمة مثل الحضارات الهندية والرومانية والصينية وحضارات أخرى. وما بين القرنين التاسع عشر والقرن الواحد والعشرين توسع <طريق الحرير> ليشمل البر والبحر والجو ولتصبح الصادرات والواردات لا تسلك طريق حرير واحداً، بل طريق الذهب والنفط والتحالفات الاستراتيجية التي جعلت الاقتصاد السعودي يرسم طرقاً حريرية أخرى أساسها النفط. أول زيارة لولي العهد السعودي وقد اختارت السعودية الصين كأهم الشركاء الاستراتيجيين في الشرق الآسيوي، من ضمن نظرة سعودية الى شرق آسيا كحليف استراتيجي جديد على مستويات عدة أهمها الجانب الاقتصادي حيث تمثل السعودية للصين خيارها الاقتصادي الأول في نواحٍ متعددة أبرزها جانب استيراد النفط. وتعتبر زيارة الأمير سلمان بن عبد العزيز للصين هي الأولى منذ توليه ولاية العهد، ولذلك فإن هذه الزيارة للصين تكتسب أهمية كبيرة في توطيد العلاقات بين السعودية والصين وتعميق التعاون المتبادل، وقد أجرت القيادات الصينية محادثات مع الأمير سلمان لتبادل وجهات النظر على نطاق واسع حول العلاقة الثنائية والقضايا الدولية والاقليمية ذات الاهتمام المشترك. ويؤكد <لي تشنغ ون> سفير الصين في الرياض إن زيارة ولي العهد للصين ذات أهمية كبرى، وقال: <إننا نتمنى ونثق بأن تكون هذه الزيارة ناجحة ومثمرة، مما يدفع علاقات الصداقة الاستراتيجية الى الأمام>. وخلال زيارة الرئيس الصيني <هو جينتاو> الثانية للمملكة السعودية عام 2009، تولى التوقيع مع الجانب السعودي على خمس اتفاقيات للتعاون في مجالات الطاقة والصحة والحجر الصحي والمواصلات والثقافة. وينظر الصينيون بالعرفان للموقف السعودي في أيار (مايو) عام 2008، بعد وقوع الزلزال في <سيتشوان> الصينية، حين قرر الملك عبد الله التبرع آنئذ بخمسين مليون دولار أميركي وتقديم مساعدة مالية بقيمة عشرة ملايين دولار، واعتبرت يومئذ أكبر مساعدة خارجية، ألحقتها المملكة بتقديم 1460 غرفة متنقلة، والتبرع بمليون و500 ألف دولار لإعادة الإعمار في منطقة الزلزال. الجناح السعودي فيشنغهاي وفي نطاق تعزيز الشراكة الاقتصادية استثمرت المملكة 150 مليون دولار لبناء الجناح السعودي في معرض <اكسبو شنغهاي الصين 2010>، وكان الجناح السعودي من أكثر الأجنحة استقبالاً للزوار. وفي العام 2013 وجهت المملكة السعودية الدعوة الى الصين كضيف شرف في مهرجان الجنادرية السعودي، حيث تلاقت الفاعليات الثقافية الصينية مع التراث السعودي، وحظيت الفاعليات الصينية باقبال كثيف. وبعد هذه الدعوة حضرت المملكة السعودية كضيف شرف في الدورة العشرين لمعرض الكتاب الدولي في بكين عام 2013، حيث عرضت للشعب الصيني الثمار الانسانية السعودية بما فيها الثقافة والآداب والطب. وتتلاقى العلاقات السعودية ــ الصينية في كثير من الملفات وأهمها العمل على دفع عملية السلام في الشرق الأوسط، ومنها الدعم الصيني لموقف السعودية من القضية الفلسطينية، ودعم حق الفلسطينيين في إقامة دولة مستقلة عاصمتها القدس الشرقية، كما ترى الصين من الواجب دعم القضية السورية من خلال جهودها المتواصلة لتخفيف الأزمة الانسانية السورية ودعم الحلول المطلوبة لهذه الأزمة بالوسائل السلمية. وفي رأي الصين ان السعودية تضطلع بدور اقليمي محوري ومهم لحل النزاعات من خلال سياساتها الهادفة الى تحقيق الاحترام المتبادل للدول الأخرى وتعزيز مفهوم حسن الجوار. وفي مجال البنية التحتية السعودية تشارك شركات المقاولات الصينية بعقد مشاريع كبيرة في كل نشاط، وتأتي بالتقنيات والخبرات الناجحة من الصين، بينما تلتزم بسياسة السعودة (أي تشغيل سعوديين) لتقديم فرص عمل أكثر محلياً. وقد بنت الصين عشرة آلاف كيلومتر من خطوط سكك حديدية عالية السرعة، وستبلغ خطوطها قبل نهاية العام الحالي 12 ألف كيلومتر وهي الأطول في العالم. كما طرحت الصين مبادرة بناء <الحزام الاقتصادي لطريق الحرير> و<طريق الحرير البحري> في القرن الحادي والعشرين مع دول آسيا وأوروبا. وتقع السعودية في منطقة التلاقي بين طريقي الحرير البري والبحري ومن شأن ذلك أن يخلق فرص عمل وآفاقاً جيدة للتنمية والازدهار المشتركة للبلدين.