تفاصيل الخبر

سلام من رئيس وزراء الكويت لأهل لبنان

14/03/2014
سلام من رئيس وزراء الكويت لأهل لبنان

سلام من رئيس وزراء الكويت لأهل لبنان

IMG_2149

عدت من الكويت بعد دعوة رسمية وفي جعبتي طائفة من الانطباعات بين حياة القصور وحياة الشارع المصاب بالزحام المروري بحيث توقفك الإشارة الضوئية أحياناً أكثر من سبع دقائق، حتى يسري المرور من جديد. الملامح الطيبة والنفس العزيزة من سمات أبناء الكويت شيوخاً ومواطنين عاديين. وكنت موعوداً بالسلام على أمير البلاد صديق الأمس الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، إلا أن الطارئ الصحي الذي حكم بانتقاله الى الولايات المتحدة، والخضوع لفحوص طبية مطمئنة ولعملية جراحية ناجحة، حرمني من ذلك السلام. والحمد لله على سلامة الأمير على كل حال.

   ولا أبالغ إذا قلت إنني رأيت رجال الدولة على صورة الأمير الشيخ صباح ومثاله، من ولي العهد الشيخ نواف الجابر الصباح، الى رئيس الوزراء الشيخ جابر مبارك الحمد الصباح (72 سنة) الى وزير الإعلام والرياضة الشيخ سلمان صباح سالم الحمود الصباح الممسك كذلك بملف الرياضة والشباب والتعاطي مع الجيل المقبل، أمل البلاد البسام.

   وكانت البداية في قصر رئاسة الوزارة عند منطقة السيب، حين استقبلني الشيخ جابر مبارك الحمد الصباح مع ضيوف مؤتمر <الثقافة العربية على طريق الحرير> الذي دعت إليه في فندق <ميريديان> رئيسة تحرير مجلة <العربي> الدكتورة ليلى السبعان، وكان بين الضيوف الأمير بندر بن خالد بن سلطان بن عبد العزيز، وعدد من الباحثين والمفكرين والإعلاميين البالغ عددهم 82 شخصاً، قادمين من 23 دولة.

   صالون القصر الكبير واسع رحيب، المولج بتقديم القهوة المصنوعة من الهال، يطوف على الضيوف، فإذا حرك الضيف الفنجان مرتين فهو يريد أن يقول إنه اكتفى، وإذا لم يحركه فالساقي جاهز ليصب فنجاناً آخر..

   ورئيس وزراء الكويت ليس غريباً عن الإعلام والإعلاميين، إذ كان وزيراً للإعلام عام 1988، اضافة الى خبرته العسكرية كوزير للدفاع سابق ووزير للداخلية سابق، وهو الآن سابع رئيس وزراء في الكويت، وقد فتح الباب واسعاً للحوار في صالونه الرحيب، وجاء التركيز على أهمية حماية اللغة العربية من هجمة اللغات الأجنبية التي أصبحت لغة السوق، ولاسيما الانكليزية، ومن أجدر من الكويت بنشر هذه اللغة الأم على طريق الحرير بما تختزنه من ثقافة وعلم؟

   وكانت مناسبة للدكتورة ليلى السبعان لتعزز ما قالته في مؤتمر <الثقافة على طريق الحرير>، وهو الطريق الجامع لخطوط القوافل المنقولة التي انطلقت في الشرق الأقصى من <تشانغان> (تعرف حالياً باسم <شيان>) لتعبر واحات وتمر بصحارى وتجتاز أنهاراً وتقف بمدن وتؤسس حضارات وتتبادل ثقافات، وإن كان هناك نقاط تماس عربية خاصة في شمال الجزيرة العربية مع طريق الحرير، حتى ان العرب، حتى قبل ظهور الاسلام، كانوا وسطاء تجاريين مهمين بين الشرق والغرب، حيث كانت التجارة الآتية من الهند والصين تمر ببلاد العرب عبر طريقين رئيسيين: الأول يمر بمدينة عدن في اليمن، والثاني يمر عبر الخليج العربي.

   والتقى ضيوف الشيخ جابر المبارك على أن تعزيز اللغة العربية يبدأ من المدارس الابتدائية، ودواوين الحكومات العربية، وتعزيز دور النشر العربية، وتشجيع التعريب حتى تكون اللغة العربية هي الشارحة للأدب الأجنبي. ودعا المؤتمرون رئيس وزراء الكويت الى سن تشريع في مجلس الوزراء يفضي الى إنشاء مجمع لغوي متكامل في الكويت، فرحب بالفكرة التي من شأنها أن تصون الهوية العربية من التغريب.

   ولفت سمو رئيس الوزراء الى ضرورة توعية الأجيال بأهمية اللغة العربية وعلومها درءاً لغلبة اللغات الأجنبية عليها، مع الاستفادة من وسائل التكنولوجيا لصالح هذا الهدف النبيل.

   وقد حمّلني الشيخ جابر المبارك تحياته الى أهل لبنان الذي يضطلع بدور تاريخي في حماية اللغة العربية والأدب العربي منذ بطرس البستاني وجبران خليل جبران وسليمان البستاني وميخائيل نعيمة وأمين نخلة، ولا بد أن تكون هناك لجان مشتركة بين الكويت ولبنان لتعزيز الثقافة العربية.

   ولم تخل جلسات الضيوف من نكتة أطلقها أديب مصري بين المشاركين وهي أن هذه الكثافة في عدد المشاركات جعلت طريق الحرير يصبح طريق.. الحريم!